2024/04/28 at 7:52 صباحًا

حرب هادئة حول الحرم الإبراهيمي وساحة المعركة في أروقة اليونسكو

الخليل-تقرير معا- مع اقتراب موعد تقديم طلب ضم البلدة  القديمة من مدينة الخليل لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة  “اليونسكو ” لضمها لقائمة مواقع التراث الثقافي العالمي، ارتفعت حرارة  الحرب الهادئة في محيط مسجد الحرم الإبراهيمي، بين حكومة الاحتلال  والمستوطنين من جهة والفلسطينيين من جهة أخرى.

وتعتبر الخليل من المدن العربية الإسلامية القليلة  التي حافظت على نسيجها العمراني التاريخي، والتي ما زالت تحمل لمسات الماضي  بكل جماله، وتعتبر مصدراً مهماً لدراسة التاريخ الحضاري لفلسطين بشكل خاص،  والحضارة الإسلامية بشكل عام، وهي كتاب مفتوح أمام الباحثين..
اليونسكو  تضم في عضويتها 194 دولة، حيث فازت فلسطين بعضوية المنظمة بأغلبية ساحقة  نهاية تشرين أول الماضي، ويأمل الفلسطينيون منها ومن أعضائها حماية الموروث  الإنساني الفلسطيني من التدمير المبرمج الذي يقوم به الاحتلال في مدينة  الخليل وخاصة البلدة القديمة منها.
وشهدت المدينة منذ احتلالها سنة  1967 عدداً من المراحل في إستراتيجية الاحتلال لتهويدها، وهدفت كلها إلى  خلق واقع جغرافي داخل المدينة وضواحيها، سنوات مرت وبات في البلدة القديمة  خمس بؤر استيطانية، بعد إقامة مستوطنة “كريات أربع” سنة 1972 في منطقة مطلة  على البلدة القديمة، ومنها انطلق غلاة المستوطنون، ليستولوا على مباني  تاريخية دُمرت لصالح بناء الحي اليهودي في سوق الخضار القديم، وأغلقت شوارع  وأحياء ومنع الفلسطينيين من دخولها، وسميت تلك الأماكن بأسماء يهودية..
مستوطنو  الخليل، والذين يملكون قوة السلاح ودعم جيش الاحتلال ووزراء كُثر في حكومة  الاحتلال، لم تتوقف حملاتهم لتهويد المدينة يوما ولم يغفلوا عن استغلال أي  حادثة لتحقيق أهدافهم، وكان آخرها احتفالهم بما يسمى ” عيد سبت سارة” حيث  وجهت الدعوات لاسرائيليين في إسرائيل والعالم للتضامن مع مستوطني الخليل،  وجعله يوم نصرة وتأكيد على يهودية الحرم الابراهيمي باعتباره موقعا تراثيا  لليهود دون غيرهم على اعتبار أن حكومتهم الاحتلالية ضمت الحرم الإبراهيمي  الى قائمة المواقع التراثية اليهودية.
المهندس عيسى عمرو، وهو شاب  ناشط في تجمع شباب ضد الاستيطان، ويقيم في منطقة قريبة تل الرميدة، يؤمن  بأن مستوطني الخليل، لديهم أطماع أكبر من جعل البلدة القديمة من الخليل  نظيفة من العرب، فهم يسعون للوصول الى عين ماء سارة التي يحتلها  الفلسطينيون بحسب أحاديث المستوطنين، وهم يريدون من رئيس حكومتهم أن يعيد  لهم أرض الآباء التي سلمها للفلسطينين والا فإنهم ماضون لوحدهم في  استعادتها.
عمرو والتجمع ومعهم متضامنون أجانب يتابعون عن كثب  تحركات المستوطنين، ويرصدون اي تطور يحدث في المنطقة التي يمنع على العرب  التواجد فيها، ومن خلال ذلك اكتشفوا بأن المستوطنون في طريقم لتوسيع البناء  في مدرسة أسامة بن المنقذ “بيت رومانو” وكذلك كراج السيارات الذي يتخذه  جيش الاحتلال كثكنة عسكرية، اضافة لتوسيع مستوطنة “رمات يشاي” في منطقة تل  الرميدة بعد استيلائهم على دونمين وزرعوهم بالعنب.
ويقول عمرو وهو  يضحك باشمئزاز: من سخرية الأقدار أن يتحكم ما لايزيد عن 450 مستوطنا بمصير  48 ألف مواطن يسكنون في المنطقة الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية من مدينة  الخليل، ويسعون للسيطرة على 130 ألف آخرين يعيشون في المنطقة الخاضعة  للسيطرة الأمنية الفلسطينية..يريد المستوطنون تحرير الخليل من  الفلسطينيين…”.
قبل ثلاث سنوات شكل رئيس بلدية الخليل، ورئيسي  بلديتي بلفور وآركوي الفرنسيتين، تحالفاً لتسجيل البلدة القديمة من الخليل  على لائحة المدن التاريخية في اليونسكو، ومنذ ذلك الحين، عمل خالد العسيلي  رئيس البلدية بالتعاون مع خبراء ومهندسين وفنيين على تجهيز ملف الخليل  وتسليمه لوزارة السياحة والآثار لتقوم بدورها بتقديم طلبه الى اليونسكو.
وقال  العسيلي: نامل بأن يتم تقديم الطلب في شباط المقبل لليونسكو، ونحن ما زلنا  مستمرون في حملتنا الدولية لايجاد لوبي يضغط على اليونسكو لقبول ملف  الخليل”.
وسيقام في عاصمة الأنوار باريس خلال يومي 25و26 من الشهر  الجاري يوم للخليل، بمشاركة وفد من الخليل وحضور علماء وشخصيات دولية  وعربية وفلسطينية، وأوضح العسيلي، بانه سيتم التركيز خلال اليومين على  الملف وعلى أهمية وجود الخليل على قائمة المواقع التراثية العالمية.
ويحمل  الفلسطينييون بهدوء ملف الموروث الثقافي الانساني العالمي وينقلون المعركة  بقوة الى أروقة اليونسكو، بينما يقوم المستوطنون الاسرائيلييون بالعربدة  ومهاجمة البيوت الآمنة بجوار الحرم الإبراهيمي، لتثبت الوقائع أن  الفلسطينيين أكثر حضارة ممن يقوم بتدمير الموروث الانساني، وعلى وزارة  السياحة والآثار الفلسطينية أن تقود المعركة وتنهيها بهدوء ليتسنى للأرواح  التي حافظت على مدى قرون من السنين على إرث الخليل، أن ترقد بسلام.

شاهد أيضاً

الرئيس يستقبل رئيس الوزراء ووزراء حكومة تسيير الأعمال ويشيد بإنجازاتهم

رام الله 18-3-2024 وفا- استقبل رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مساء اليوم الإثنين، في مقر …

وزير الصناعة يبحث مع وزير الاقتصاد الفلسطيني جهود مصر لتدارك الآثار السلبية للعدوان الإسرائيلي

التقى المهندس أحمد سمير وزير التجارة والصناعة خالد عسيلي وزير الاقتصاد الوطني بدولة فلسطين. جاء …

قرار عربي بإعداد خطة الاستجابة الطارئة لتداعيات العدوان الإسرائيلي على فلسطين

قرار عربي بإعداد خطة الاستجابة الطارئة لتداعيات العدوان الإسرائيلي على فلسطين القاهرة 16-2-2024 وفا- اعتمد …