خطاب وزير الاقتصاد امام المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري

معالي الاخ احمد ابو الغيط  المحترم

الأمين العام لجامعة الدول العربية

أصحاب المعالي والعطوفة

سعادة السفراء، الأمناء العامون المساعدين

الحضور الكريم مع حفظ الالقاب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتوجه بداية بالتقدير الى الدول الأعضاء ومعالي الامين العام  وموظفين الامانة العامة والمساعدين على الجهود المتواصلة لتعزيز العمل العربي المشترك والعمل الدؤوب لإنجاح أعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي.

وأتقدم بالتهنئة من اخوتنا في المملكة العربية السعودية  على توليهم رئاسة أعمال هذه الدورة وأعمال القمة العربية متمنيا لكم التوفيق والنجاح بالعمل العربي المشترك، و اتوجه لكم بخالص التقدير على استضافة  القمة هنا  في  المملكة العربية السعودية التي دعمت حقوق شعبنا الفلسطيني، وقدمت الدعم والمساعدات، وشعبنا يقدر هذا الدعم، سائلين الله ان يحفظ هذا البلد الشقيق، وان يديم عليكم الامن والرخاء.

 

كما اعرب عن جزيل الشكر  لجمهورية الجزائر الحبيبة على رئاستهم الناجحة لاعمال الدورة السابقة لهذا المجلس شاكرين لكم مواقفكم الداعمة للقضية الفلسطينية.

معالي الوزراء ،

نجتمع اليوم في ذكرى مرور اكثر من 75 عاما على  النكبة وفي  الوقت الذي يشهد فيه قطاع غزة الصمود ، والقدس الشريف وكل المدن في الاراضي الفلسطينية المحتلة هجمات  شرسة متطرفة غير مسبوقة في ظل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، وما زال شعبنا الفلسطيني  يعاني من نكبات متتالية  من تشرد وتهجير وقتل الابرياء، ويتماهى  الاحتلال بانتهاكاته لجميع المواثيق والقرارات الدولية وغياب  المساءلة والمحاسبة، ويستمر في اقتراف  جرائمه  وممارسة التطهير العرقي والفصل العنصري.

ولكننا صامدون …  ونحن هنا اليوم على هذه الارض الطاهرة
ارض الاسراء  والمعراج الى فلسطين .. وحدة في الدين والدم والعروبة

ونناشدكم لدعم صمود شعبنا وتمكينه  اقتصاديا لمواجهة آلة الحرب الإسرائيلية والعمل سويا على تجسيد دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، و ندعوكم نحو الاستمرار في مساهمتكم المالية في موازنة الاونروا ، وندعو اشقاءنا العرب لتفعيل شبكة الامان العربية لمواجهة قرصنة الاحتلال لاموال شعبنا الفلسطيني من المستحقات الضريبية.

 

السيدات والسادة ،

إننا نثمن مواقف الجامعة العربية والمجالس الاقتصادية، واعتماد  القرارات لدعم الاقتصاد الفلسطيني، وندعوكم الى تنفيذ القرارات التي تم اتخاذها في القمم السابقة وخاصة التي أكدت على دعم مدينة القدس، وحشد التمويل اللازم لها من خلال التبرع بإضافة اصغر عملة وطنية على فاتورة الاتصالات لمشتركي الخدمات وتفويض البنك الاسلامي للتنمية لإدارة هذه الأموال بنفس اليه عمل صندوق الأقصى وصندوق القدس،  ونؤكد على قرارات المجلس الاقتصادي والاجتماعي الدورة (111) والتي تدعو الدول العربية لحث القطاع الخاص من اجل توجيه جزء من  استثماراتهم الى دولة فلسطين ومدينة القدس وتشجيعهم على ذلك من خلال الاعفاء الضريبي للشركات التي تستثمر في مدينة القدس على وجه الخصوص.

 

حيث تتميز اسواق البلدة القديمة في القدس والمتواجدة في المحيط للمسجد الاقصى وقبة الصخرة، بأسواقها  مثل سوق الدباغة ، سوق العطارين ، سوق البازار … وحاليا  اصبحت هذه المحلات  فارغة من اصحابها نظرا لسياسات  الاحتلال ومحاولاته لإغلاق هذه المحال ومصادرتها لصالحه من خلال ارهاق التجار بالضرائب واسعار الكهرباء وغيرها  من اجراءات قانونية عنصرية،  واتوجه ثانية بدعوتكم  الى توجيه القطاع الخاص العربي الى الاستثمار في المدينة المقدسةو تبني مشاريع دعم  هذه الاسواق او المحلات المغلقة من خلال وضع اليات لتنفيذ ذلك.

 

 

السيدات والسادة ،،

لقد نصت أجندة الأعمال على العديد من المبادرات والمشاريع والدراسات التي تساعد في تعزيز التكامل العربي الاقتصادي ونقدر جميع الجهود العربية  التي تسعى لتحسين العمل العربي المشترك  خاصة الاستراتيجية التي تنظم وتشجع على السياحة العربية بما فيها من برامج وانشطة واجراءات قانونية ،  ونحن قريبا في دولة فلسطين بصدد تنفيذ العديد من المشاريع التنموية لدعم قطاع السياحة  والصناعات الحرفية التقليدية خاصة في مدينة القدس، بالتعاون مع الكومسيك ومع التعاون الالماني والاتحاد الأوروبي.

ونحن ملتزمون باستكمال جهودنا لبناء مؤسساتنا وتنمية الاقتصاد ونسعى  للمضي نحو الاقتصاد الاخضر والرقمي تماشيا مع التطورات  والمستجدات العالمية، وخطوة  باتجاه  الانفكاك من تبعية الاحتلال في استيراد الكهرباء والبترول وحصاره لمدخلات الانتاج.

وقد  أنجزنا  العديد من الخطوات التي من شأنها تسهيل الإجراءات وأتمتتها، حيث  أنجزنا المسودة الأولى لقانون التجارة الإلكترونية ويسعدنا الاستفادة من الاستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات، والاجندة العربية الرقمية لعام 2023-2033 وذلك لمواكبة تقدم العصر الحديث،  وقمنا بنفيذ العديد من المبادرات للاستفادة من الابتكار و الحلول التكنولوجيا لغاية تسخيرها في الاقتصاد الفلسطيني ويسرنا مشاركتكم خبرة شبابنا  ورياديي فلسطين في الحلول النظيفة.

 

ومن هذا المجلس  لا يسعني سوى الإشادة بجهود الدول العربية نحو التقدم المحرز من اجل استكمال متطلبات منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، ونتطلع إلى عقد الفعاليات التي تمنح الفرصة للدول العربية للاطلاع على تطورات الاقتصاد فيما بينها.

السيد الرئيس رؤساء الوفود

لقد سعدنا بزيارة الوفد من ليبيا الشقيقة، وتم الاطلاع على  انجازاتنا في المدن الصناعية وفي المصانع الدوائية والغذائية والحجر والرخام وفي المناطق السياحية … وتعرف على معالم الاقتصاد الفلسطيني والسياحة وكم كانت لهذه الزيارة معاني كبيرة في قلوب شعبنا الفلسطيني

وانا اليوم أدعوكم لزيارة فلسطين، إلى نابلس وجنين ورام الله والخليل والقدس الشريف…فزيارة السجين ليست زيارة السجان. فزيارتكم رسالة  دعم  لصمود شعبنا فأهلا وسهلا بكم

أشكركم جميعا  وأتمنى لأعمال هذه الدورة التوفيق والنجاح