خالد العسيلي… البلدية والحداثة- بقلم هشام شرباتي

فالمدينة تشهد ثورة عمرانية تذكِر بثورتها في أعقاب انتخاب المجلس البلدي عام 1976 برئاسة الراحل الشهيد فهد القواسمي.
الخليل التي عانت وتعاني من مشاكل كثيرة في التنظيم والخدمات، نجد أن الكثير من مشاكلها قد حلت، أو في طريقها إلى الحل العلمي والجذري.
عدد كبير من شوارع المدينة تم توسيعها وإعادة تعبيدها وإضافة الأرصفة والأشجار والإنارة إليها، فيما تشهد شوارع أخرى أعمال تحديث مشابهة.
وسط المدينة الذي يشهد أزمة مرورية، وتزدحم جنباته بمواقف السيارات العمومية، بدأ العد التنازلي للتخلص من هذا الازدحام. فمجمع السيارات العمومية ذو الموقع المتوسط تم إنجاز العديد من طوابقه، ويجري العمل فيه بهمة ونشاط ليتم افتتاحه بأسرع وقت ممكن.
قطاع الكهرباء ينهض نهضة سريعة، فبعد إعادة الهيكلة الإدارية، جرى فيه الانتقال السلس إلى العمل الميداني. خطوط كهرباء الضغط العالي توارى جزء كبير منها تحت الأرض، والباقي في طريقه إلى مصير مشابه.
شوارع المدينة حتى الضيقة منها وصلتها الإنارة، بعضها ربما لأول مرة، تم تركيب إنارة نوعية على المفارق الهامة ومداخل المدينة، لدرجة أصبح فيها الناظر إلى بعض صور المدينة ليلا يحسبها من الوهلة الأولى مدينة أوروبية قبل أن يمحص النظر في الصور فيدرك أنها مدينته العزيزة.
شبكة الماء تم تجديد جزء كبير منها، ويبذل المجلس البلدي جهودا كبيرة لتقليص فاقد الماء ولتوفيره للسكان في فصل الصيف وتقليص انقطاعه ما أمكن عن السكان.
ثورة التحديث والتطوير طالت البنى الرياضية والثقافية، فهناك استاد الحسين الرياضي، والقاعة الرياضية المغلقة التي سيجري افتتاحها قريبا. فبافتتاح القاعة من المتوقع أن تشهد الرياضات قفزة في مستواها، كما من المتوقع حدوث قفزة في رياضة المعاقين والرياضة النسائية التي حالت الحالة الاجتماعية في المدينة دون بروزها سابقا.
هناك استثمار عال لصالح جيل المستقبل، فبعد مركز إسعاد الطفولة في عين سارة يجري العمل لتأسيس مركزين آخرين لا يقل مستواهما عن مستوى المركز في عين سارة، أحدهما في المنطقة الجنوبية العزيزة على قلوبنا جميعا حيث ما زال الاحتلال يقطع أوصال المدينة ويعيث مستوطنوه فيها خرابا، والثاني في الجزء الغربي من المدينة “ننقر”.
وسط ضجيج العمل في المشاريع جميعها يقف الربان خالد العسيلي رئيس المجلس البلدي متابعا للعمل متفقدا لحسن سيره، يصل الليل بالنهار في العمل خدمة لصالح مدينة أحبها، وفي سبيلها استسهل الصعاب. بين وقت وآخر يغيب خالد عنا، غير أنه أثناء غيابه يطوي عشرات آلاف الأميال سفرا لجلب تمويل لمشروع، أو تحشيدا للمناصرين لمساندة قضايا مدينته العادلة.
بالطبع ما كان لرئيس البلدية أن ينجح دون تعاون فريق العمل من المحيطين به، سواء من أعضاء في المجلس البلدي، أو من الكفاءات المهنية العاملة في دوائر وأقسام البلدية المختلفة.
ومسيرة عمل المجلس البلدي مليئة بالعوائق والصعوبات التي يقف الاحتلال على رأسها، مثال صغير على ذلك احتجاز الاحتلال في الميناء لتجهيزات سقف القاعة الرياضية المغلقة لفترة طويلة الأمر الذي أخَّر افتتاحها حتى الآن.
هناك أيضا قلة الوعي وعدم الإحساس بالمسؤولية وتهرب البعض من دفع أثمان الكهرباء والماء والضرائب المختلفة بحجج متعددة إضافة إلى التعديات على الأرصفة والشوارع والمرافق العامة.
في ظل الصعوبات المختلفة والعواصف العاتية شق خالد العسيلي طريق اكبر مؤسسة في المدينة باتجاه الحداثة والتقدم. من المؤكد أنه ما زال هناك الكثير ليُنجز ما دامت المدينة تنبض.
ستظل إنجازات خالد العسيلي علامة فارقة في حياة بلدية الخليل، وستشكل تحديا لأي رئيس بلدية قادم للسير في نفس الطريق والحفاظ على إنجازات من سبقه والبناء عليها،
لخالد العسيلي وجميع من عمل ويعمل معه ألف تحية وسلام.