رئيس بلدية الخليل يستعرض انجازاتها و يحذر من تشويه البلدة القديمة و تهويد الحرم الابراهيمي

الخليل –  من جهاد القواسمي – قال رئيس بلدية الخليل، خالد العسيلي، أن الوضع في مدينة الخليل بالغ الخطورة، بسبب استمرار الاحتلال والمستوطنين في سياستهم الرامية لتغير معالم البلدة القديمة وتهويد الحرم الإبراهيمي الشريف و الانتهاكات المتواصلة من قبل مجموعة من المستوطنين اتجاه سكان البلدة القديمة و محيطها إضافة لإغلاق الطرق الحيوية و الشريانية في المدينة و امتهان كرامة الفلسطينيين و المسلمين المصلين في الحرم الإبراهيمي خلال مرورهم عبر الحواجز التي يضعها الجيش الإسرائيلي بحجة الدواعي الأمنية.

تخلق توتر

وأوضح العسيلي في لقاء خاص بـ  أن وجود المستوطنين واعتداءاتهم اليومية المتكررة على السكان وخاصة بالبلدة القديمة تخلق توتر بالمدينة، مشيرا أن أطماع المستوطنين ومحاولاتهم الدخول للحرم الإبراهيمي والاسحاقية والاعتداء على الشباب بالبلدة يشكل خطورة كبيرة جدا على البلدة وعلى الحرم والمناطق المحاذية للبؤر الاستيطانية، في ظل وجود حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة، تدعم المستوطنين وتشجعهم على الاعتداءات.

وأشار أن تصاعد وتيرة أعمال عنف المستوطنين، بوجود المستوطنين بوزارات الحكومة الإسرائيلية والدعم غير المحدودة لهم ، وما يحصل بالقدس وباقي مدن الضفة الغربية واقتحام الحرم الإبراهيمي يوم ما يسمى عيد الغفران تكشف عن نوايا عدوانية عند المستوطنين.

رفض لجنة شمغار

وأبدى العسيلي رفضه وعدم اعترافه بلجنة شمغار التي تشكلت عقب مجزرة الحرم الإبراهيمي، قسمت الحرم لقسمين، مؤكدا أن الحرم الإبراهيمي هو مسجد إسلامي خالص، مدللا على ذلك بأن الديانة اليهودية لا تسمح لليهود والمستوطنين بدخول الحرم إلا لغاية الدرجة السابعة منه وهذا ما كان حتى قيام دولة الاحتلال عام 1948م.

وأضاف انه وضع الجهات الرسمية والقيادة الفلسطينية بصورة الوضع ومدى خطورته، مشيرا انه تم اتخاذ إجراءات في هذا المجال، و انه سيبقى ينبه للوضع بالخليل، لافتا أن وقفة المواطنين في البلدة القديمة وحمايتهم للحرم ستلعب دور رئيسي، مشيرا أن هناك إجماع بالخليل على عدم السماح بالتلاعب بالحرم الإبراهيمي أو إعطاء أي شيء للمستوطنين على حساب المسلمين، و أن أي شيء يتطلبه الحرم سينفذ بالتنسيق الكامل مع مؤسسات المدينة وخاصة الأوقاف ولجنة اعمار الخليل.

غير آمنه

و يعترف العسيلي أنه بالرغم من النجاح بإعادة فتح ( 630 ) محل تجاري، كانت مغلقة بدعم من الحكومة الفلسطينية بدفع مائتي دولار لكل محل، أو لمحل تجارية لا يستطيع أصحابها فتح أبوابها نتيجة الإغلاق بأوامر عسكرية، حيث تبقى 600 محل مغلق، إلا أنه لمن تستطع المؤسسات جذب المواطنين للبلدة لقديمة نتيجة عدة عوامل أهمها المشكلة الأمنية، فالبلدة القديمة تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية، لا تستطيع قوات الأمن الفلسطيني الوصول إليها ، منوها أن بعض مؤسسات المدينة فتحت مقار لها لا أنها تعرضت للسرقة كوزارة الصحة، وتجار عادوا تم سرقة محالهم، مشيرا انه بدون سيطرة أمنية فلسطينية من الصعوبة بمكان عودة المواطنين والتجار للبلدة القديمة.

وأشار انه تم أخير الحصول على موافقة إسرائيلية لزيادة عدد مفتشي البلدية، حسب اتفاقية الخليل، التي تنص على وجود 50 مفتش بلباس بني، إلا انه مع الزمن تقلص عددهم إلى 14 مفتش وصل أخير إلى 20، وسيتم إدخال 30 عنصر مفتشين للبلدية، من سكان البلدة القديمة ليساعدوا بالسيطرة على الوضع بالبلدة القديمة، تكون بموجبها حالة أمنية أفضل .

منطقة سياحية

وبين العسيلي أنه تم وضع العديد من البرامج بالتنسيق مع المؤسسات لإيجاد آلية يمكن تطبيقها بالبلدة القديمة لإعادة بعض الحرف والصناعات التقليدية كونها منطقة تاريخية ومهمة جدا ، يمكن تحويلها لمنطقة سياحية، كما تم طرح مبادرة مع رؤساء بلديات فرنسية بمؤتمر في مدينة فينسيا لاعتبار الخليل ارث تاريخي وحضاري يعود للبشرية جميعا ، عليهم وضعها في قائمة المدن التاريخية وحماية هذا الإرث، مشيرا انه تحققت نجاحات في ذلك باتخاذ عدة قرارات في مؤتمرات دولية بهذا الخصوص .

حملة دولية

وكشف العسيلي عن حملة دولية، ستبدأ بمؤتمر صحفي في الثاني والعشرين من الشهر الجاري بمقر اليونسكو في باريس، بمشاركته ورؤساء بلديات فرنسيه لتسجيل وحماية الإرث التاريخي الموجود بالخليل، وحضور سفيرة فلسطين وممثل فلسطين باليونسكو، ستستمر من 8 شهور لعام، وبنهايتها سيتم التقدم بطلب رسمي لليونسكو.

وأشار انه تم تشكيل اللجان الفنية اللازمة لتعبئة الانضمام لليونسكو، موضحا انه سيكون هناك عمل فني على الأرض وعمل بعض القوانين لحماية التراث وبنفس الوقت عمل دولي يشمل إعلان وقانون، لافتا أنه بذلك نكون قد سجلنا سابقة لباقي مدن فلسطين، مؤكدا ان الظروف مواتيه للموضوع .

في بؤرة الاهتمام العالمي

وأوضح انه إذا ما دخلت الخليل ضمن المدن التاريخية، ستكون البلدة القديمة في بؤرة الاهتمام العالمي، من خلال مؤسسات دولية والأمم المتحدة خصوصا اليونسكو، مشيرا أن الخليل دخلت عضوا في مؤسسة المدن التاريخية، وبذلك ستكون حماية الأماكن التاريخية سواء المباني أو الأماكن الدينية، وصيانتها والحفاظ عليها مسؤولية عالمية، منوها أننا بذلك قد طرحنا قضية الخليل أمام المنابر العالمية، موضحا ان نسج شبكة علاقات مع البلديات العالمية بهدف وضع الخليل على الخارطة سواء خارطة التراث العالمي أو خارطة السياحة العالمية وخارطة السياسية لكشف ما يحصل .

وأضاف انه بالتعاون مع لجنة الاعمار وبالتنسيق مع البرلمان الأوروبي نفذ معرضا لصور الخليل وغزة بالبرلمان الأوروبي، وكان ناجحا حضره أكثر من 300 عضو من البرلمان بمن فيهم رئيس البرلمان ومسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن هذا الجهد هو لحماية البلدة القديمة ولتكون عنصر جذب للسياح.

ضغوطات

وكشف العسيلي عن وجود ضغوطات لعرقل وجود الخليل ضمن المدن التاريخية، ولا ضمان للنجاح، إلا انه قد تم لفت نظر العالم سياسيا وإعلاميا إلى الخليل، لافتا إلى انضمام 200 شخصية عالمية للحملة، معربا عن أمله بانضمام شخصيات من حملة نوبل للسلام وعالمية مثل جاك شيراك، رئيس فرنسا السابق و جيمي كارتر ، كما انه هناك استعداد لأكثر من 40 رئيس بلدية في العالم للانضمام لهذه الحملة وبالتالي نشكل لوبي ضاغط لقضية بلدة الخليل القديمة، موضحا انه بذلك نكون قد عرضنا القضية بشكل وكشفنا ممارسات الاحتلال والمستوطنين فيها، مؤكدا دعمه لأي عمل مشترك يحقق أي تقدم بوضع البلدة القديمة.

سنبقى مقصرين أمام صمودهم

ونفى العسيلي وجود أي تقصير باتجاه البلدة القديمة وسكانها، لتعزيز صمودهم أمام الهجمات المسعورة للمستوطنين، مشيرا انه بظل أزمة المياه التي عانت منها المدينة كانت مناطق المحاذية للمستوطنات تتوفر فيها المياه، وإذا ما تأخرت نقوم بإرسال تنكات مياه على حساب البلدية بعد إجراء تنسيق مع الاحتلال، مضيفا انه تم تنفيذ عدة مشاريع أي مساعدة لم نتأخر، كما انه لا يتم مطالبتهم بأثمان المياه والكهرباء، مشددا انه مهما قدمنا أمام صمودهم وبطولاتهم سنبقى مقصرين، فهم بحاجة لدعم أكبر .

إنجازات هائلة

ووصف العسيلي حجم إنجازات بلدية الخليل بعد جلوسه على كرسي الرئاسة قبل عامين ونصف، بأنه هائل بكل المجالات شمل كافة أرجاء المدينة، مشيرا أن أحس وصف لهذه الانجازات وهو وصف رئيس الوزراء عندما قال بأن مدينة الخليل تحولت لورشة عمل بكل الاتجاهات وفي كل المجالات.

وأوضح أن أصبح بالمدينة بنية تحتية غير موجود بباقي مدن فلسطين، الطرق نفس الشيء، والمشاريع الإستراتيجية الكبيرة، بدأت المدينة تجني ثمارها، منوها انه خلال الشهر الماضي تم افتتاح جملة من المشاريع على رأسها إستاد الحسين الذي كان حلما وتحقق، وميدان القدس، ميدان من أجمل ميادين فلسطين، ومكاتب البلدية،وهناك عشرة شوارع رئيسية بالمراحل الأخيرة، كشارع قيزون و الشارع المؤدي إلى تفوح، وهذه لا تقل عن 20 كيلومتر غير الشوارع التي أنجزت وخاصة بالمنطقة الجنوبية من المدينة.

مدينة منسية

وبين العسيلي أن الخليل كانت مدينة منسية لا أحد يتذكرها، ويدعي انه وضعها على الخارطة سواء الفلسطينية والعربية والعالمية، لافتا للوفود التي حضرت والمشاريع التي نفذت، كما تم بناء خمس مدارس في هذا العام وهناك 8 مدارس تحت العمل وهناك 4 مدارس متبرع بها من المواطنين سيبدأ العمل فيها.

وأضاف هناك عدة مشاريع قادمة تقريبا قد تم تشطيبها مثل الصالة الرياضية، التي ستفتتح في شهر شباط أو آذار القادم، اكبر صالة مغلقة في فلسطين تتسع لأربع آلاف متفرج، ومشروع المنتزه وسينتهي منه خلال عام بكلفة 5 مليون دولار على مساحة 13.5 دونم ونصف ، الاول على مستوى فلسطين بالشكل، وهناك مشروع موقف السيارات وخلال عام ونصف يكون جاهز بمساحة 24 الف متر مربع، مكون سبع طبقات على 5.5 دونم، وهناك مشروع مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز ببناء 100 وحدة سكنية توزع على الارامل، كما تم توقيع عقد بناء مركز تدريب مهني للفتيات بتكلفة 2 مليون دولار من الملك عبد الله، وهناك مجموعة مشاريع يبدا العمل بها، حيث تم أخذ مبلغ مليون وثمانمائة الف دولار من صندوق البلديات بتمويل ألماني لاعادة تأهيل شارع بئر السبع و شارع الجامعة حتى ميدان بئر المحجر، مضيفا ان تم الحصول على مبلغ 8 مليون دولار من الوكالة الامريكية لفتح شارع بين منطقة الحرايق لمنطقة الفحص بعرض 4.5كيلومتر وبطول 35 متر و 4 كيلو متر شوارع فرعيه وهذا يضاف 1800 دونم للمنطقة الصناعية. وهناك مشروع في منطقة البصه لبناء مدرسة ومركز إسعاد طفولة ثاني بقيمة 6 مليون دولار على ارض مساحتها 14 دونم وهو مركز ثقافي رياضي ترفيهي بتمويل من كوريا وسينهي العمل فيه عام 2012.

وأوضح العسيلي أنه هناك مشاريع لبناء الكادر الوظيفي داخل البلدية، مشيرا انه يبني مؤسسة عصرية، وهناك مشروع مع الوكالة الأمريكية لهيكلة البلدية، ودورات لإعادة تأهيل الموظفين، مشيرا أن البلدية تصرف معدل 5-7 مليون دولار في البنية التحية لتحسين شبكة الكهرباء التي تعتبر من أحسن شبكات الكهرباء ، كما ان هناك مشروع بالمياه وهو مشروع بايلوت لعمل غرفة تحكم بكل المحابس بالمدينة عن بعد.

المطلوب أكبر

وأشار ان المطلوب في الخليل أكبر بكثير ، كون المدينة قد أهملت لعشرات السنين، لافتا الى مشروع كبير جدا بقيمة 20 مليون دولار يتعلق بمحافظتي الخليل وبيت لحم،وهو من أهم المشاريع وهو مشروع إدارة النفايات الصلبة، بتمويل 12 مليون دولار من البنك الدولي و 8 من الاتحاد الأوروبي والمشروع يسير حسب الخطة، مؤكدا ان حاجة المدينة أكبر من ذلك، وانه يعمل بطاقة كاملة، فالمدينة الأكبر والتي تبلغ مساحتها 50 كيلومتر مربع تحتاج جهد هائل وتمويل كبير، مشيرا أن المدينة أنصفت بعض الشيء.

واختتم العسيلي ان المدينة بحاجة الى مدينة رياضية ومسبح أولمبي ومركز ثقافي جديد، الخليل بحاجة كبيرة ولكن مقارنتها قبل ثلاث سنوات واليوم هناك قفزة.